ضاقت بي الحياة بعد سنوات من العناد والضلال طباعة

بدأت أحوالنا المادية تسوء يوماً بعد يوم وفي سنة 2003 م تعبت من كل شئ وضاق بي الأمر فقررت ان اخرج من عملي بدون تعويض وبالفعل خرجت. حتى أنني فكرت ان اقوم بفتح بيت للدعارة لأسترزق منه. ولكن تدخل الله بطريقته العجيبة!

اسمي رامي مشرقي من سكان القدس ولدت في عائلة مسيحية تعودت مثل كثير من الناس أن أذهب الى الكنيسة كل يوم احد. وفي اوائل سنة 1995 م كنت اشتغل على سيارة نقل. وفي أحد الايام طلب مني بعض الاشخاص ان انقل لهم بضاعة مسروقة من القدس الشرقية الى رام الله مقابل مبلغ كبير من المال. فوافقت واثناء نقلي للبضاعة اتت الشرطة وقبضت علىَّ وسجنت. وهرب الاشخاص المسؤولين اصحاب البضاعة.

 

كان اصدقائي يزوروني من الحين الى الآخر ويحضروا لي الدخان والشوكلاته. وذات يوم أحضرت أمي معها الانجيل. بعد ذلك منعت أي زيارة لي لأني كنت تحت التحقيق. لم يبقى شيء بين يدي الاّ الانجيل الذي احضرته لي أمي.! فبدأت اقرأ فيه ولفت نظري الاصحاح الرابع عشر من الانجيل كما دونه البشير يوحنا “ إن سألتم شيئاً باسمي فاني أفعله ” فطلبت من الله ان يخرجني من السجن وبالفعل بعد 3 ايام خرجت.! فقررت ان ابحث عن الله فصرت اذهب الى الكنائس، واصبحت شخص متدين. بعد فترة بدأت التدخين وشرب الخمرة وبدأت أتعاطى المخدرات، والسهر طويلا برفقة اصدقاء السوء. مرت ايام وشهورعلى ذلك الحال...!  دعيت من قبل أخي أن أذهب معه لحضور اجتماع صلاة بالكنيسة، فقبلت دعوته وذهبت معه. وحينها كان يعظ القس من الكتاب المقدس. ولكن بقيت على ما هو عليه.! كنت متردداً ومازالت هناك شكوك كثيرة بقلبي

في ذلك الوقت اقترب موعد الحكم النهائي في قضيتي. والذي سوف يتقرر فيها إما ان أعود للسجن أو تُقفل قضيتي واصبح أنا طليقاً؟ كنت خائفاً فطلبت من القس ان يصلي من اجلي حتى لا أعود مرة اخرى للسجن. فصلى معي وقال لي « يا رامي سوف يتدخل الله وستكون كل الامور على ما يرام ». وبالفعل تم ما قاله لي القس وحكم لي بالبراءة. ومع كل ذلك لم اخطو خطوة ايجابية حتى أتبع الرب يسوع.! استقر بي الحال فعملت كسائق سيارات نقل. وذات مرة كنت اشحن بضاعة من القدس الى ايلات. طلبت من صديق لي أن يرافقني هذه الرحلة الطويلة. فغادرنا القدس الساعة الرابعة صباحا من القدس. كانت الحمولة ثقيلة، وفجاة لم استطع اتحكم على عجلة القيادة والفرامل )البريك( تعطل وكنا في وضع نزول )انحدار( فصرخت وقلت لصديقي استعد فسوف نموت.ولكن أعقبت صرختي هذه صرخة كبيرة وقلت يا يسوع انقذنا...! وفجأة توقفت السيارة بعد 200 متر من الانحدار الى اسفل. ورأيت بالفعل يد الرب تعمل بطريقة معجزية في هذه الحادثة اكملت الطريق الى ايلات وانا مندهش بما حدث معي!؟ وكيف انقد الرب حياتنا. في سنة 2000 م خطبت فتاة، ولم تمض مدة طويلة على فترة الخطوبة حتى قررنا الزواج. ولا أنسى عندما ذهبت الى البنك فوجدت بحسابي مبلغ 1500 شيكل فقط لا غير. فطلبت من الرب ان يتدخل ويسدد الاحتياج.! وبالفعل اتى لي رجل بعد فترة واعطاني ظرف فيه مبلغ 10000 دولار وقال لي هذا لك. وبالفعل توفرت لي لامكانيات حتى تزوجت، وانا مندهش ومتعجب من معاملات الله الحنون معي ولكن مع هذا كله لم اتخذ أي قرار واسلم حياتي للرب .لم اكن امين مع الرب.وبدات يد الرب تعمل معي ولكن بطريقة اخرى.


اصبتُ بيدي فمكثت بالبيت ثماني اشهر بدون اي عمل. كانت زوجتى حينذاك حامل فكانت هي ايضا بدون عمل. بدأت أحوالنا المادية تسوء يوماً بعد يوم...! فبدأنا نبيع جزء من اثاث البيت لنسدد الاحتياجات الضرورية. ضاقت بنا الحياة فخرجنا من بيتنا واستأجرنا غرفة واحدة بعدها بدأت العمل في محطة بنزين واشتغلت فيها لمدة عاميين بالمحطة وكنت اسرق من المحطة. كان راتبي الشهري يتعدى 9000 شيكل بالرغم من حصولي على هذا المبلغ لم اشعر ببركة على الاطلاق، فبنهاية الشهر أجد نفسي فارغ اليدين لا املك شيكل واحد. وفي سنة 2003 م تعبت من كل شيء فقررت ان اخرج من عملي بدون تعويض وبالفعل خرجت وكانت زوجتي حامل في الطفل الثاني. حتى أنني فكرت ان اقوم بفتح بيت للدعارة لأسترزق منه.


كان هنالك شخص يدعوني دائماً لحضور الكنيسة، ومنذ 5 سنوات كان قد أعطاني كارت business card( ( مدون فيه اسمه ورقم تلفونه، والعجيب انني احتفظت بهذا الكارت طوال الخمس سنوات بحافظة نقودي. فاتصلت به وتقابلت معه، وبدأت اتردد على حضور الاجتماعات معه.


وبدأ الرب يغير حياتي وتذكرت احسانات الرب معي طوال هذه السنين، وكيف كان معي بالرغم من عنادي وضلالي. وقررت من كل قلبي أن اتبع الرب يسوع قائداً على حياتي.
وفتح الرب امامي ابواب البركة، وحصلت على عمل محترم، وتحسنت علاقتي بأهل زوجتي. وتحررت من كل انواع الادمان. وبدأت ادرس الكتاب المقدس بتعمق، كلمة الله الحية التي غيرتني وغيرت الملايين من البشر، ومازلت تغير في وقتنا هذا.


نصحيتي لكل شخص ان يضع يده بيد الرب يسوع وسوف يعطيك حياة ابدية وفرح وسلام.بدون المسيح كانت حياتي فارغة وخربة. فما أروعه من إله الذي يحبنا فضلاً. هو وحده يستحق أن نعطيه كل الحياة. لأنه هو الذي اشترانا من كل قبيلة ولسان وشعب. فيه نصبح خليقة جديدة